الشبكات الإجرامية المتخصصة في تهريب البشر بين الداخل المغربي والمدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، تُبدِع أساليب جديدة وبسيطة لمراوغة المراقبة الشديدة التي تفرضها الأجهزة الأمنية المغربية والإسبانية في مختلف المعابر الحدودية بين الجانبين. كما أن هذه الشبكات الإجرامية لم تعد تقتصر على تهريب المهاجرين، رجالا ونساء وقصرا، إلى الثغرين المحتلين، بل أصبحت، كذلك، تستغل الوضعية الهشة لبعض الأسر السورية في شمال المملكة التي فرقت بينها السبل، بحيث تجد أحيانا أن أُمّا تمكنت من العبور إلى مليلية في ما أطفالها لازالوا في الجانب المغربي، الشيء الذي يجعلهم لقمة سائغة لهذه الشبكات. ويبدو أن هذه المافيا أصبحت تستعين بمواطنين إسبان لتهريب ضحاياها إلى مليلية لتجنب الشبهة.
في هذا الصدد، انتشرت صورتان مثيرتان لطفلة صغيرة محشوة داخل عربة يدوية صغيرة على نطاق واسع في الصحافة الإسبانية ومواقع التواصل الاجتماعي. الغريب هو أن تلك الصورة سربتها الأجهزة الأمنية الإسبانية بعد أن وثقت بها عملية إجهاض، صباح الأربعاء، محاولة تهريب طفلة لاجئة سورية من المغرب إلى مدينة مليلية عبر معبر بني أنصار داخل عربة يدوية صغيرة تستعمل للتسوق. الطفلة السورية تبلغ من العمر 7 سنوات.
صباح الأربعاء قرر رجل أمن مرابط في معبر بني أنصار، بعد أن انتابه الشك، التفتيش السطحي لعربة يدوية صغيرة يجرها مواطن إسباني يبلغ من العمر 54 عاما يقيم في مليلية. وبعد الاقتراب من العربة شعر رجل الأمن أن المواطن الإسباني ارتبك. عندما فتح الأمني العربة وجد في الجهة العلوية بعض مواد التغذية. وعندما حاول اكتشاف ما بالداخل صدمه مشهد طفلة في وضع الجنين. وقدمت لها الإسعافات الأولية العادية، لم تنقل إلى المستشفى لأنها كانت في صحة جيدة. في المقابل، تم اعتقال المهرب، حيث وجهت إليه تهمة المس بحقوق الأجانب، وفق تقارير إعلامية إسبانية.
وأضافت المصادر ذاتها أن الطفلة كانت تحمل معها جواز سفرها السوري. لكن الغريب هو أنه مباشرة بعد الحادث تقدمت شابة تبلغ من العمر 22 عاما إلى المصلحة الأمنية، تقول إن الطفلة السورية ابنتها، وتطالب باسترجاعها. غير أن الأمن وضعها في مركز إيواء القصر في انتظار نتائج تحليل الحمض النووي لمعرفة هل يتعلق الأمر بأمها الحقيقية أم لا.
هذا الحادث المؤلم أعاد إلى الأذهان الطفل الصغير الإفريقي، أبو، عندما حاولت سيدة مغربية تهريبه في ماي 2015 إلى مدينة سبتة، وهو في سن 8 سنوات. السيدة المغربية التي كانت تبلغ حينها 19 عاما، وضعته في حقيبة سفر قبل أن يكتشف الأمن الإسباني ذلك عبر تقنيات السكانير.
تهريب القصر في العربات اليدوية طريقة جديدة في عالم التهريب بين المغرب وإسبانيا، إذ أن أغلب العمليات تتم داخل تجويفات محدثة داخل السيارات، وفي أسفل الشاحنات، وباستعمال وثائق مزورة.
*****************************
المصدر : هنـا
صفحة السوريون في المملكة المغربية على فيس بوك
ادمن : خـالد الأسعد