بعد فراره من الحرب في سوريا، أسس ضياء ورشة عمل في الدار البيضاء وفاز بجائزة في ريادة الأعمال
_صناعة الأحذية حرفة يتوارثها الابن عن أبيه في سوريا، وكان ضياء وأسرته يصنعون الأحذية لعقود عندما دفعته الحرب إلى مغادرة منزله في العاصمة، دمشق.
وبعد أن اضطر خارج الوطن إلى بدء حياته كلاجئ، أسس ورشة عمل في شارع صغير في الدار البيضاء، المدينة الساحلية الصاخبة في المغرب، حيث استقر مع زوجته وطفليه. بدأ من الصفر، وقضى ساعات طويلة لصنع الصنادل والقباقيب والأحذية المزينة بالدانتيل.
_ويقول: “في البداية، عملت ما بين 18 ساعة و20 ساعة يومياً، وعشت على بعد 20 كيلومتراً من الدار البيضاء. كل يوم، كان علي أن أقوم برحلة طوال ساعتين للوصول إلى العمل”.
“شيئاً فشيئاً، تحسنت الأمور. أستخدم اليوم أربعة عمال مغاربة”
اختار ضياء توظيف المغاربة الذين يعتبرهم “أخوة”
- أحد موظفي ضياء يصنع حذاءً
عزم الضياء على النجاح حقق له الفوز بزبائن مخلصين والمزيد من الطلبات.
وقد تسببت أكثر من ستة أعوام من القتال في نزوح أكثر من ستة ملايين شخص داخل سوريا، ودفعت أكثر من خمسة ملايين إلى الفرار إلى الخارج. وقد سعى معظمهم إلى الحصول على الأمان في تركيا ولبنان والأردن وما أبعد منها، في حين يستضيف المغرب حوالي 3,500 لاجئ سوري.
واعترافاً بجهوده كرائد أعمال لاجئ يسهم في بلده المضيف، حاز ضياء على جائزة من الجمعية المغربية لدعم المشاريع الصغيرة وتشجيعها، المعروفة باسم “أماب” باختصار، في يناير 2016.
متردداً في البداية، قال ضياء وهو يتلقى جائزته: “لم أتوقع نيل الجوائز. وصلت إلى المغرب بجيوب فارغة. كان علي أن أبدأ ليس من تحت الصفر، بل من مئة تحت الصفر”.
وأض
اف: “هذا اعتراف بجهودي وعملي الشاق بوجه كل الصعاب. بفضل عملي، تمكنت وعائلتي من التقدم واستعادة بعض الموضوعية في الحياة. كنت كلما واجهت صعوبات، أقول لنفسي بأن علي ألاّ أضعف أبداً، وبأن أمضي قدماً مرفوع الرأس، وبأن أقف على قدمي مجدداً كلما سقطت. وفي نهاية المطاف، فإن رفاه عائلتي ما أبقاني أواصل التقدم”.
اف: “هذا اعتراف بجهودي وعملي الشاق بوجه كل الصعاب. بفضل عملي، تمكنت وعائلتي من التقدم واستعادة بعض الموضوعية في الحياة. كنت كلما واجهت صعوبات، أقول لنفسي بأن علي ألاّ أضعف أبداً، وبأن أمضي قدماً مرفوع الرأس، وبأن أقف على قدمي مجدداً كلما سقطت. وفي نهاية المطاف، فإن رفاه عائلتي ما أبقاني أواصل التقدم”.
في تقييمها، لاحظت “أماب” أن ضياء لا يوظف فحسب الشباب المغاربة من حي فقير، بل يساعد كذلك سوريين آخرين على فتح متجر أحذية ثاني في الجوار.
ويقول محمد أنور، مستشار ريادة الأعمال والتعاون في “أماب”: “إن جزءاً من رؤيتنا في “أماب” هو توليد مشاريع جماعية لأنّ لديها إمكانيات عالية في الاستدامة”.
“لا يوازي مكان في العالم الديار والمنزل”.
وأضاف محمد أنور: “أقنعنا ضياء حقاً بروحه الريادية وهذا نموذج يمكن إضفاء الطابع المؤسسي عليه في المستقبل مع مستفيدين جدد آخرين”.
ولضياء وزوجته التي أتت معه إلى المغرب من سوريا طفلان- صبي يبلغ من العمر أربعة أعوام وفتاة تبلغ من العمر خمسة أعوام. يذهب كلاهما إلى مدرسة خاصة مغربية في الدار البيضاء. قرر عدم الذهاب إلى أوروبا مع عائلته لأن “الشعب المغربي مضياف جداً ويرحب بالسوريين في بلاده بأذرع مفتوحة”. ومع ذلك، فإنه يرغب بالعودة إلى سوريا عندما تتحسن الأمور. ويضيف، متنهداً: “لا يوازي مكان في العالم الديار والمنزل”.
لم يملك ضياء سيارة في السابق، ولم يسمح له دخله الصغير إلا بتحمل القليل من المصاريف. لكنه يجد اليوم المغرب مريحاً. يمكنه أن يعيل أسرة بشكل جيد وأن يستأجر شقة أقرب إلى عمله.
في السنوات الأخيرة، لم يجد الآلاف من اللاجئين السوريين السلامة في المغرب فحسب، بل مكاناً للتنفس أيضاً. ويقول ضياء، من كشكه في السوق في الدار البيضاء: “لا يعتبرنا الناس هنا لاجئين، بل بشر. لم أعد أشعر بأنني غريب، إنني سعيد بين المغاربة”.